الكتابة أسلوب راقٍ يُهذب بها العقل ويزداد علمًا وإدراكًا
الكتابة بها تعلو مكانة الفرد بين مجتمع سادت فيه المفاسد ودركت فيه الفتن في دروك ظلام الجهل، الكتابة تهذب النفس من اللغو ومن الهوا.
الكاتب/"محمد عبد الهادي" في حوار صحفي لجريدة حِبر الحياة
حيث تُعرَض موهبته إلي النور ويلمع بريقه في عنان السماء.
* محتاج نبذة تعريفية عن حضرتك.
- محمد عبد الهادي كاتب ومترجم. خريج كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية وآدابها.
* كيف بدأت رحلتك مع الكتابة؟ وما هو الدافع الرئيسي الذي جعلك تختار أن تكون كاتباً؟
- بدأت رحلتي مع الكتابة منذ الصغر حيث كنت أقوم بتأليف قصص ومغامرات بسيطة وتقوم أختي الصغيرة برسمها في الصفحة المقابلة للكتابة واستمر اهتمامي بالأدب وكان دافعاً لي لاختيار الالتحاق بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية للاطِّلاع على الأدب العالمي من دول مختلفة من خلال دراسة الأدب المقارن والتعمُّق فيه. بعد التخرُّج أجريت دراسات عليا لتعزيز معرفتي بالأدب وتوظيف اللغة.
* هل كان هناك كتاب أو كاتب معين أثر فيك ودفعك إلى الدخول في عالم الكتابة؟
- لا يوجد كاتب محدَّد لكنَّني تأثَّرت بعدَّة كتَّاب مِن أشكال أدبيَّة مختلفة.
* ما هي الموضوعات التي تجد نفسك مشدوداً للكتابة عنها؟ وهل هناك قضايا معينة تحب أن تتناولها في أعمالك؟
- الموضوعات النفسيَّة أهتم بها جداً وأحاول دائماً التعبير عنها حتَّى لو كان العمل نفسه غير مصنَّف على أنَّه نفسي. كذلك أميل دائماً إلى التجريب في الكتابة ومحاولة استخدام فنِّيَّات مختلفة.
* هل تعتمد على التخطيط المسبق عند كتابة رواياتك أو مقالاتك، أم تترك القلم يتدفق بحرية؟
- يكون هناك تخطيط مسبق لكن بمجرد الشروع في الكتابة تتفتَّح أفكار مختلفة وتتوسع التجربة عن المتوقع.
* كيف تصف أسلوبك الكتابي؟ وهل تأثرت بأساليب كتابية معينة أو حاولت تطوير أسلوبك بشكل فريد؟
- تأثَّرت جداً في رواية "حكايات" بأدب المغامرات والتراث العريق في منطقتنا لكن في الغالب عند الكتابة في المسرحيات والروايات أميل للتجريب والكتابة من منظور نفسي يعبِّر عن ما في داخل كل شخصية في العمل ويمس القاريء حتَّى لو تطلَّب ذلك الخروج عن ما هو تقليدي في بناء الأعمال الأدبية.
* ما هي أكبر تحدياتك ككاتب؟ وكيف تمكنت من تجاوزها؟
- التحديَّات الَّتي تواجهني وتواجه أغلب الكتَّاب الجدد تتمثَّل في قلَّة الخبرة والدراية بطبيعة سير الأمور في الأوساط الأدبيَّة خاصةً فيما يخص التسويق والدعاية وجذب اهتمام القرَّاء. وأحاول التغلُّب على هذا التحدِّي من خلال إيجاد وسائل دعاية متنوِّعة قدر الإمكان لتعريف القرَّاء بنقاط تميُّز عملي.
* حدثنا عن أعمالك المنشورة حتى الآن.. هل هناك عمل محدد تشعر أنه يعبر عنك أكثر من غيره؟
- لقد تمَّ نشر عمل لي العام الماضي في معرض القاهرة الدولي للكتاب بعنوان "باب" والعام الحالي لديَّ عمل جديد بعنوان "حكايات (حكاية الواحة ومملكة الجبل)" في معرض القاهرة الدولي للكتاب القادم إن شاء الله.
* كيف ترى دور الأدب في المجتمع اليوم؟ وهل تعتقد أن للأدب تأثيراً ملموساً في الواقع؟
- الأدب له دور كبير في كل العصور في التعبير عن الإنسان وعن المجتمع ككل. وكثيراً ما يكون الأدب له دور أساسي في التأثير على المجتمع سواء بالسلب أو الإيجاب. وأعتقد أنَّ الأدب حالياً يحتاج أن يكون أكثر تعبيراً عن المجتمع وأكثر تأثيراً بالإيجاب.
* هل لديك طقوس معينة تتبعها عند الكتابة؟ وكيف تساعدك هذه الطقوس في التركيز والإبداع؟
- لا توجد طقوس معيَّنة غير البحث عن أجواء هادئة وكلَّما وجدت فكرة تضيف للعمل ميزة جديدة أكتبها في أيَّة ورقة أو على أي جهاز متاح لي إلى أن يتاح لي كتابتها في العمل نفسه. أحياناً يساعدني الاستماع إلى موسيقى تتماشى مع أجواء العمل قبل البدء في الكتابة على استحضار الحالة الشعوريَّة المناسبة.
* كيف تتعامل مع النقد؟ وهل تلقيت نقداً معيناً ساعدك في تطوير أسلوبك أو رؤيتك؟
- أتعامل مع النقد باهتمام وأعتبره فرصة لمراجعة العناصر محلَّ الانتقاد لو كان نقداً موضوعيَّاً أمَّا لو كان النقد غير موضوعي لا أهتمُّ به إطلاقاً.
* ما هي رؤيتك لمستقبل الأدب في العالم العربي؟ وهل تعتقد أن الكتابة تواجه تحديات خاصة في هذا العصر؟
- مستقبل الأدب في العالم العربي يمكنه أن يكون مستقبلاً جيِّداً لو زاد الوعي وزاد الاهتمام بالثقافة والأدب والفكر وتمَّ توفير بيئة مشجِّعة ودعم على كل المستويات لأصحاب المواهب بالإضافة لتوفير فرص للمشاركة في مسابقات وفعاليات أدبيَّة للجميع لا تفرِّق بين غني وفقير أو حضري وريفي. فقط الجدارة هي الَّتي تحكم.
هل هناك موضوعات أو أفكار تعتبرها محظورة أو تجد صعوبة في تناولها في كتاباتك؟
- لا يجب أن تكون هناك موضوعات أو أفكار محظورة إلَّا تلك الَّتي تتضمَّن تزييفاً للفطرة البشرية الطيِّبة أو تتضمَّن إساءة لطبقة أو فئة من الفئات في المجتمع.
* كيف ترى تأثير التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي على عملية الكتابة والنشر؟
- أراه تأثيراً إيجابياً لأنَّه يساعد في تقديم الكاتب للقرَّاء ويسهِّل من التواصل بين الكتَّاب والقرَّاء كما يساهم في التسويق والدعاية للأعمال الأدبيَّة وكذلك تمكين الكاتب من للاطِّلاع على الفعاليَّات الأدبيَّة المختلفة.
ما هي النصيحة التي تقدمها للكتّاب الجدد الذين يسعون لدخول عالم الكتابة؟
- لا تفقدون الثقة في أنفسكم واتبعوا الشغف الَّذي يجري بداخلكم ولا تفرِّطوا فيه إطلاقاً مهما كانت الصعاب. سعيكم لنشر أعمالكم وتحقيق النجاح في عالم الأدب حقٌّ لكم ومن حقِّكم التمسُّك به. ولو واجت الفشل فهو بداية جديدة لمحاولة جديدة أقوى وأكثر شجاعةً للنجاح
ما هي مشاريعك القادمة؟ وهل هناك عمل جديد تعمل عليه حالياً؟
- لدي مشاريع قائمة بالفعل في الكتابة المسرحيَّة وهي مشاريع تقدَّم أشكالاً أتمنى أن تكون مختلفة ومميزة في المسرح. كما أنَّ لدي مشروع قائم لكتابة القصص المصوَّرة وهو نواة لحلم كبير وهو تأسيس مجلَّة قصص مصوَّرة تجمع مؤلِّفين ورسَّامين من مختلف دول المنطقة.
* كيف توفق بين الكتابة والحياة الشخصية؟
وهل تجد صعوبة في تحقيق التوازن بينهما؟
- عن طريق تحديد وقت من اليوم يخصُّ الكتابة بالإضافة إلى كتابة أيَّة أفكار تخطر على بالي في مسودَّات في أي وقت بغرض تضمينها في العمل أثناء الوقت المحدد اليومي للكتابة.
* في الختام، ما هي الرسالة التي تود توجيهها لجمهورك ومحبي الأدب؟
- أتمنى أن تنال أعمالي الأدبيَّة إعجاب الجميع وأتمنى أن يحرصون على القراءة والاهتمام بالأدب ودعمه وتشجيعه وحضور فعاليَّاته المختلفة لأنَّه المعبِّر عن الإنسان والمعبِّر عن المجتمع وهو القادر على التأثير الكبير.
إرسال تعليق
اذا اعجبتك جريدتنا الرجاء وضع تعليق يسعدنا على تقديم المزيد